كلمة أ.د علي جمعه
بسم الله الرحمن الرحيم
“ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة” هكذا أمرنا الله -عز وجل- أن ندعوا إليه، فالدعوة إلى الله تلزمها حكمة وحسن في المعاملة وهي من أشرف الأعمال فهي وظيفة الأنبياء صلوات الله عليهم وورثتهم من بعدهم وهي شرف لكل مسلم عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم “بلغوا عني ولو آية” وقد أرسل الله سبحانه وتعالى عباده المرسلين وأنزل عليهم الوحي ليخرج الناس من الأوهام إلى الحقائق وينهاهم عن أن يتبعوا أهوائهم ويأمرهم أن يتفكروا، ووضع لهم نظاماً إلهيا يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحدد لهم معالم الطريق إليه سبحانه وتعالى، والحكمة تقتضي أن نعرف مقتضيات الزمان الذي نعيش فيه وكذلك المكان ومن نتعامل معه فنخاطب الناس على قدر عقولهم، والدعاة في هذا الزمان على ثلاثة أنواع:
- أولهم قائم بالدعوة وصابر على أعبائها ويتحمل صعابها،
- وثانيهما مغمض العينين لا يرى ما يجري حوله
- وثالثهما متخاذل منتكس عن الدعوة،
والداعية الناجح هو من يستطيع التأثير على الجمهور بتقواه لله عز وجل وإخلاصه في العمل وأن يكون صادقاً أمينا، بحاله وقاله، فرسولنا صلوات الله وسلامه عليه كان يلقب بالصادق الأمين .
فالدعوة إلى الله ليست مهمة فرد أو فئة معينة وإنما هي مسئولية تقع على عاتق الجميع وها هو عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول لنا: “كونوا دُعاة إلى الله وأنتم صامتون” فقيل: كيف ذلك؟ قال: بأخلاقكم. ولكن لابد من أصول وقواعد يركن إليها الداعي في دعوته فالدعوة تحتاج إلى علم مؤسس على التقوى وإلى عمل مؤسس على البصيرة وحال القلوب الضارعة.