الدعوة إلى الله ليست نصوصًا تتلى أو تحفظ ولكنها حياة؛ ومن هنا نشأ شعار أكاديمية الداعية المعاصر” عندما تحب الدعوة الحياة “.
ارتبطت قصة إنشاء أكاديمية الداعية المعاصر بفكرة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد عندما كان مفتيا للديار المصرية، ورؤيته لتراجع المستوى المعرفي والعلمي لدى خريجي الكليات الشرعية والذين يعملون في حقل الدعوة الإسلامية .. ففكر فضيلته بإنشاء دورة تدريبية تعتني باختيار المتميزين من خريجي الكليات الشرعية وقد أوتي ثمار هذه الدورة بتخريج كوادر دعوية كان لهم تأثير في تطوير الحقل الدعوي.
ففكر فضيلته بتطوير الفكرة لتحويلها لفكر مؤسسي وأكاديمي يتم فيه تنفيذ الفكرة وفق هيكل مؤسسي وعلمي يضمن إمداد الواقع بعدد أكبر من الخريجين يتم إعدادهم وتأهيلهم وفق منهج علمي مدروس ومعد بعناية من أعضاء هيئة التدريب المختارة.
وقد كان ما فكر فيه فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة واقع بتأسيس مؤسسة العصر التي تهتم بمشاريع تخدم المجتمع، وكان من ضمن مشاريعها الكبرى أكاديمية الداعية المعاصر التي أسست على أساس إدراك مثلث واجب الوقت بأضلاعه الثلاث وهي:
- إدراك النص
- إدراك الواقع
- إدراك تنزيل النص على الواقع
حيث تلتقي العلوم الشرعية بعلوم الواقع ويتم الغزل بينهما بما يؤهل الداعية مع مستجدات العصر والقضايا الحديثة بوعي يضمن له إدراك المسأله من جوانبها الشرعية والعلمية والحياتية فيخرج الداعية بتصور كامل عن المسألة التي تعرض عليه فيعطي العلاج الشرعي بطريقة إبداعية احترافية بلا جمود أو تطرف.. مما يزيد من اتساع رقعة الفكر الوسطي المعتدل ويهمش الأفكار الدخيلة والمتطرفة.
وانطلاقًا من هذه الرؤية بدأ مشروع أكاديمية الداعية المعاصر في عام 2014 في شهر مارس بإجراء مقابلات شخصية مع خريجي الكليات الشرعية لاختيار أفضل النماذج من المتقدمين حيث تقدم حوالي ( 150 خريج ) تم اختيار عدد (30 متدرب) من المتميزين والتي تنطبق عليهم معايير اختيار المتدرب.
وفي شهر سبتمبر 2014 بدأ النور في الظهور، فكان أول يوم دراسي في يوم 6 سبتمبر 2014 مع فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة وأول محاضرات الأكاديمية العلمية التي شرح فيها فكرة المشروع والأهداف المرجو تحقيقها في حضور هيئة التدريب.
وبالفعل تم تخريج أولى دفعات الأكاديمية في عام 2016 حيث تخرج 30 داعية، كان لهم دورًا بارزًا في المجتمع، وفي وظائفهم الدعوية فشغلوا المناصب العليا في الوظائف الدعوية في الدولة. واستمر المدد الرباني كل عام بتخريج الدفعة الثامنة في عام 2023م.
حيث تم تخريج عدد ( 155 متدرب ) في أرجاء البلاد ومن شتى المحافظات وشغلوا مناصب دعوية ومساجد كبرى يستمع لهم الملايين من المدعوين ولهم مؤلفات علمية يتم نشرها في المعارض الدولية والمحلية.
ويستمر الفيض بتجديد الفكر وتطوير المناهج التعليمية والتدريبية وفق متطلبات العصر والواقع لتخريج الدعاة المؤهلين.
للتسجيل: اضغط هنا